مسؤوليات الناظر والوكيل في الالتزام والشفافية

          




في عالم الوقف، لا يقوم البناء على الحجارة والأصول فحسب، بل على الصدق، والالتزام، واحترام الحقوق.

حين تُقطع الوعود ثم تُؤجَّل، وحين تُطلب المستندات ثم تُهمَل، وتُرسل المراسلات ولا يُرد عليها، فإن الخلل لا يكون في البريد... بل في نية التنفيذ.

إن إدارة الوقف أمانة شرعية ونظامية، لا تقبل التسويف، ولا تُبرر بالصمت، ولا تنجو من التبعات بالمجاملات.

وقد جاء في التنزيل:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" [الصف: 2-3]

وقال ﷺ: "آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" (رواه البخاري ومسلم).

لا نملك إلا أن نُذكّر من أُنيطت به مسؤولية نظارة أو وكالة أن الوفاء لا يُقاس بنبرة الرسائل، بل بـ وضوح الأفعال، والتزام الوقت، واحترام حق المستحق.

فإن كان هناك مانع فليُبيَّن، وإن لم يكن، فالتأخير إخلال... والسكوت، في ميزان الوقف، ليس حيادًا بل خذلانٌ للمسؤولية.

🛑 نذكّر أن الوقف لا يُدار بالنيات، بل بالوثائق، ولا يُحترم بالألقاب، بل بالفعل الصادق.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنويه أكاديمي

قد تبدو تواريخ النشر متقاربة، نظرًا لعملية نقل وأرشفة الأبحاث والمقالات إلى المدونة بعد تدشينها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعداد: د. محمد عيدروس باروم

باحث أكاديمي ومدرب معتمد في القيادة، الحوكمة، والاستراتيجية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة

يُسمح بالاقتباس لأغراض علمية وغير ربحية مع الإشارة إلى المصدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عقدة المنصب الجديد: الآليات السيكوسوسيولوجية لتقزيم الماضي وبناء الشرعية الزائفة في القيادة - إعداد: د. محمد عيدروس باروم

استراتيجيات عملية لتعزيز الإنتاجية والرضا الوظيفي - اعداد: د. محمد عيدروس باروم

مؤشرات المخاطر القيادية ودورها في استدامة المنظمات اعداد: د. محمد عيدروس باروم