- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الأشخاص الذين يسعون لإفشال الآخرين: قراءة في الدوافع والتأثيرات التنظيمية
إعداد: د. محمد عيدروس باروم
الملخص
تتناول هذه الدراسة ظاهرة الأشخاص الذين يفتقدون إلى هدف أو مشروع ذاتي واضح، فيتجهون إلى محاولة إفشال الآخرين أو عرقلة مسيرتهم. تهدف الورقة إلى تحليل الدوافع النفسية والاجتماعية لهذه الفئة، واستعراض آثارها على الأفراد والمنظمات، إضافة إلى تقديم توصيات عملية للتعامل مع هذا النمط السلوكي. اعتمد البحث على المنهج التحليلي المقارن، مستفيدًا من الأدبيات في علم النفس التنظيمي والقيادة الاستراتيجية.
المقدمة
يُعتبر النجاح الفردي أو المؤسسي محفزًا أساسيًا للتقدم المجتمعي، غير أن بعض الأفراد يفتقرون إلى أهداف واضحة، فيتخذون من إفشال الآخرين وسيلة لإشباع دوافع نفسية أو اجتماعية كامنة. هذه الظاهرة ليست جديدة، بل تناولتها الدراسات الحديثة ضمن مفاهيم مثل السلوك التنظيمي السلبي (Greenberg, 2011)، والعدائية السلبية (Passive-Aggressiveness)، والتحيز الاجتماعي.
إشكالية البحث
كيف يمكن تفسير سلوك الأشخاص الذين يتمحور هدفهم حول إفشال الآخرين، وما الآثار المترتبة على هذا السلوك في البيئات الفردية والتنظيمية؟
أهداف البحث
- تحليل الدوافع النفسية والاجتماعية للأشخاص الذين يسعون لإفشال غيرهم.
- دراسة الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة على الأفراد والمؤسسات.
- تقديم توصيات للقيادات والمنظمات للتعامل مع هذا السلوك بفعالية.
فرضيات البحث
- أن ضعف الثقة بالنفس والغيرة من أبرز دوافع إفشال الآخرين.
- أن وجود هذه الظاهرة في المؤسسات يؤدي إلى تراجع الأداء وتزايد الصراعات الداخلية.
- أن تطبيق الحوكمة وآليات القيادة الرشيدة يسهم في الحد من هذا السلوك.
الإطار النظري
تشير الأدبيات في علم النفس التنظيمي إلى أن سلوك الإفشال يرتبط بعدة عوامل:
- الغيرة والحسد (Envy): حيث ينظر الفرد إلى نجاح الآخرين كتهديد مباشر لمكانته (Kim & Park, 2020).
- الفراغ الوجودي (Existential Vacuum): غياب الهدف يجعل من تعطيل الآخرين "هدفًا بديلاً".
- ضعف الهوية المهنية: عندما لا يمتلك الفرد تصورًا واضحًا عن دوره، يتجه لتعطيل الآخرين.
- الدوافع العدائية: رغبة في السيطرة أو الانتقام، ولو على حساب الأداء العام (Robbins & Judge, 2019).
التحليل
على المستوى الفردي
يؤدي هذا السلوك إلى توليد بيئة ضاغطة نفسيًا، تقل فيها فرص التعاون، ويزداد فيها الانشغال بالدفاع الذاتي.
على المستوى المؤسسي
يتجسد الأثر في ارتفاع معدل الدوران الوظيفي، وانخفاض الإنتاجية، وفقدان الثقة بين فرق العمل.
على المستوى المجتمعي
تنتقل العدوى السلوكية من الفرد إلى المؤسسة، ومن المؤسسة إلى المجتمع، بما يؤدي إلى عرقلة التنمية.
النتائج
- وجود هذه الظاهرة يمثل عائقًا خفيًا أمام التميز المؤسسي.
- معالجة السلوك لا تكمن فقط في العقوبات، بل في توفير بيئة مؤسسية قائمة على الشفافية، العدالة، والتحفيز الإيجابي.
- القيادة الواعية قادرة على تحويل الطاقة السلبية إلى فرص تطويرية، من خلال إعادة توجيه هؤلاء الأفراد نحو أدوار أكثر إنتاجية.
التوصيات
- تعزيز الحوكمة المؤسسية عبر سياسات واضحة لمنع السلوكيات السلبية (الهيئة العامة للأوقاف، 2023).
- التثقيف النفسي للعاملين لفهم دوافع السلوك العدائي وطرق التعامل معه.
- التمكين القيادي بتدريب القادة على إدارة الصراعات وتحويلها إلى فرص.
- تحفيز الإبداع الفردي بحيث يجد الأفراد أهدافًا ذاتية تغنيهم عن إفشال الآخرين.
- إجراء تقييمات دورية لمناخ العمل لرصد السلوكيات السلبية مبكرًا.
الخاتمة
إن الأشخاص الذين يسعون لإفشال الآخرين لا يعكسون قوة شخصية أو مهارة، بل يعبرون عن فراغ داخلي وانكسار في الهوية. من هنا، يصبح دور القيادة والحوكمة محوريًا في تحويل التهديد إلى فرصة، وحماية المنظمات من الانهيار الصامت الذي قد يتسبب به هذا السلوك.
قائمة المراجع
منهجية البحث
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال إجراء مراجعة منهجية (Systematic Review) للأدبيات السابقة والدراسات ذات الصلة في مجالات علم النفس التنظيمي وسلوكيات العمل. تم تحليل المحتوى النوعي لهذه المصادر لتحديد الأنماط والدوافع المشتركة، والاستنباط التحليلي للآثار والتوصيات.
قد تبدو تواريخ النشر متقاربة، نظرًا لعملية نقل وأرشفة الأبحاث والمقالات إلى المدونة بعد تدشينها.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق