- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الإدارة بالمزاج
العدو الخفي للانضباط المؤسسي
تحليل نقدي للأنماط الإدارية وتأثير المزاجية على المنظمات
إعداد: د. محمد بن عيدروس باروم
باحث ومدرب معتمد في القيادة والحوكمة والاستراتيجية
كلمات مفتاحية: الإدارة بالمزاج، الانضباط المؤسسي، أنماط القيادة، الذكاء العاطفي، الثقافة المؤسسية.
مقدمة: تطور الأنماط الإدارية في الفكر الإداري
شهدت الإدارة كعلم تطوّراً ملحوظاً منذ مطلع القرن العشرين، حيث انتقلت من المدرسة الكلاسيكية إلى النماذج الحديثة التي تعتمد على الشمولية والمرونة. فقد قدم بيتر دراكر في الخمسينات إطار الإدارة بالأهداف (MBO)، الذي يركز على تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس ومراجعتها دورياً. ثم تطور هذا المفهوم لاحقاً ليصبح الإدارة بالنتائج (MBR)، والتي تركّز على المخرجات الكمية والمؤشرات الأدائية. ومن المنظور النظامي، أدخل لودفيغ فون برتالانفي مفهوم الإدارة بالأنظمة، الذي ينظر إلى المنظمة كمنظومة مترابطة ذات حلقات تغذية راجعة. كما ظهرت اتجاهات أخرى مثل الإدارة بالقيم التي أكد عليها بلانشارد وغارسيا، حيث تكون القيم والثقافة هي الموجه الأساسي للسلوك المؤسسي.
هذه الأنماط جميعها تشترك في سمة أساسية: أنها تستند إلى إطار منهجي، وتُبنى على أدوات قياس موضوعية، وتوجّه القرارات بناءً على معايير يمكن التنبؤ بها ومراجعتها. لكن في المقابل، هناك نمط غير مكتوب يسود في بعض المنظمات، يصفه البعض بسخرية بعبارة: مزاج المدير هو سياسة الشركة
، وهو ما يمكن تسميته مجازاً بـ الإدارة بالمزاج (Management by Mood).
🚨 الإدارة بالمزاج: التعريف والمظاهر
الإدارة بالمزاج هي نمط إداري غير رسمي يقوم على اتخاذ القرارات بناءً على الحالة النفسية أو المزاجية للقائد في لحظة معينة، بدلاً من الاستناد إلى معايير موضوعية أو سياسات مكتوبة. هذا النمط يؤدي إلى:
- غياب العدالة واتساق القرارات.
- تآكل الثقة بين الموظفين والإدارة.
- فوضى ثقافية داخل المنظمة.
من أبرز المظاهر:
- التقلب في معايير الأداء.
- الاعتماد على العلاقات الشخصية.
- غياب الشفافية.
📉 الآثار السلبية للإدارة بالمزاج
- ضعف الإنتاجية.
- إهدار الموارد.
- تأثير سلبي على السمعة التنظيمية.
- انتشار المحسوبيات وعزل الكفاءات.
- زيادة التوتر والقلق الوظيفي.
🔍 مقارنة بين الأنماط الإدارية والإدارة بالمزاج
الإدارة بالأهداف توفر الشفافية لكنها قد تهمل الجوانب الإنسانية. الإدارة بالأنظمة تمنح شمولية ومرونة لكنها معقدة التطبيق. الإدارة بالقيم تعزز الهوية لكنها تحتاج وقتًا لترسيخها. أما الإدارة بالمزاج فهي أسرع أحيانًا لكنها تفقد العدالة والاستقرار والثقة.
💡 الحلول المقترحة
- وضع أنظمة واضحة وسياسات مكتوبة.
- تعزيز الذكاء العاطفي للقادة.
- بناء ثقافة قائمة على القيم.
- تفعيل المساءلة والشفافية.
- اختيار القادة بناءً على الكفاءة والاستقرار النفسي.
💬 اقتباسات مهمة
“Management is discipline, not a mood” – Stephen Covey
“When mood becomes policy, chaos becomes culture”
الخلاصة
الإدارة ليست انفعالاً لحظياً، بل هي ممارسة منضبطة تستند إلى أهداف، نتائج، أنظمة، أو قيم. أما الإدارة بالمزاج فهي العدو الخفي للانضباط المؤسسي، لأنها تُخرج القرارات من إطارها العقلاني إلى مزاج فردي غير قابل للتنبؤ، فتقود المؤسسة نحو الفوضى.
المراجع
- المقالات والدراسات المُشار إليها في النص.
- خبرة الكاتب الممتدة إلى 30 عاماً في القيادة والإدارة.
يمكنكم متابعة مدونتي للمزيد من المقالات في مجال الإدارة والقيادة.
قد تبدو تواريخ النشر متقاربة، نظرًا لعملية نقل وأرشفة الأبحاث والمقالات إلى المدونة بعد تدشينها.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق