منصة أكاديمية لنشر أبحاث ومقالات د. محمد عيدروس باروم في القيادة، الحوكمة، الاستراتيجية، والوقف، مع رؤى تطبيقية تدعم التطوير المؤسسي وتعزز كفاءة الأداء وفق المعايير الوطنية والدولية
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
بين الغاية والوسيلة: أخلاقيات القرار في الإدارة والحوكمة | د. محمد عيدروس باروم بين الغاية والوسيلة: أخلاقيات القرار في الإدارة والحوكمة إعداد: د. محمد عيدروس باروم 28 أكتوبر 2025 في الإدارة، لا تُقاس القيمة بما تحقق فقط، بل بكيف تحقق. يضع هذا المقال ميزانًا عمليًا يضمن أن تبقى الوسيلة شريفة، فتُصان الغاية من التشوه. 1) المقدمة: الإشكالية عند كل قرار مهني، يظهر سؤال حاسم: هل تُبرَّر الوسيلة بالغاية، أم أن الوسيلة جزء لا ينفصل عن الغاية؟ يهدف هذا المقال إلى تفكيك المعضلة أخلاقيًا ومهنيًا، والانتقال بها من التنظير إلى الممارسة المسؤولة. 2) الإطار النظري: الغايات والوسائل بين الفلسفة والتطبيق أ. نظرية "الغاية تبرر الوسيلة" تغلّب ...
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
استبدال عقار الوقف المنزوع لصالح المنفعة العامة وأثر إهمال الناظر في إيجاد البديل
استبدال عقار الوقف المنزوع لصالح المنفعة العامة وأثر إهمال الناظر في إيجاد البديل
دراسة تحليلية مقارنة
إعداد: د. محمد عيدروس باروم
الملخص التنفيذي
تبحث الورقة مسألة استبدال العقارات الوقفية المنزوعة لصالح المنفعة العامة، مع التركيز على أثر إهمال ناظر الوقف في إيجاد البديل بعد النزع. وتبيّن أن الإهمال يؤدي إلى تآكل المال الوقفي، وتعطل مقاصد الواقف، واختلال منظومة الحوكمة.
تقنين آجال الاستبدال، وربطها بخطة بديلة معتمدة.
ربط صرف التعويض بموافقة الهيئة العامة للأوقاف على خطة الاستبدال المقدمة من الناظر.
تعالج الورقة العلمية الإطارين الشرعي والنظامي لاستبدال العقارات الوقفية المنزوعة لصالح المنفعة العامة، وتحلل أثر إهمال الناظر في إيجاد البديل على المال الوقفي والموقوف عليهم. اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي المقارن الذي يربط التأصيل الفقهي بالممارسات القانونية الحديثة في المملكة وبعض الدول الإسلامية. خلصت النتائج إلى أن هذا الإهمال يُعد إخلالًا جوهريًا بمقتضى الأمانة الشرعية والمسؤولية النظامية، وأن الإصلاح يتطلب ربط التعويض بخطة استبدال واضحة ومعتمدة وتفعيل الرقابة الوقائية والحوكمة المالية للأوقاف.
الإطار الشرعي
أجمع فقهاء المذاهب على جواز استبدال العقار الموقوف إذا تعطلت منفعته أو تحققت مصلحة أرجح في استبداله، شريطة المماثلة في المنفعة وصون مقصد الواقف. قال ابن تيمية: “إذا تعطلت المنفعة أو لم تكن العين صالحة للغرض الموقوف له، جاز بيعها وشراء ما يقوم مقامها”. كما أكد المالكية أن الاستبدال لا يُقبل إلا إذا تحققت مصلحة الوقف يقينًا وأُمن الضرر. وعليه، فإن نزع العقار للمنفعة العامة لا يُسقط صفة الوقف، بل ينقلها إلى التعويض المستحق الذي يجب استثماره في بديل يحقق المقصد نفسه.
الإطار النظامي السعودي
يجوز استبدال العقار الموقوف متى ما تعذّر الانتفاع به أو تحقق في استبداله مصلحة للوقف، وذلك بموافقة الحاكم الشرعي المختص بدائرة الأوقاف والوصايا في محكمة الأحوال الشخصية”. وتعد الموافقة القضائية شرطًا لازمًا قبل إتمام أي إجراء استبدال أو تصرف في أصل الوقف، بينما يقتصر دور الهيئة العامة للأوقاف على المتابعة والإشراف والتنظيم بعد صدور الإذن الشرعي.
ويُعامل التعويض المالي الناتج عن نزع ملكية العقار الوقفي معاملة المال الوقفي، مما يُلزم الناظر بإعادة توظيفه في أصل بديل خلال مدة معقولة بعد الإذن الشرعي، التأخر غير المبرَّر في ذلك يُعد تفريطًا وإخلالًا بضوابط الولاية الوقفية ويُرتب المسؤولية النظامية على الناظر.
التحليل المالي
أثر التضخم
تجميد التعويض النقدي دون استثمار يعرّضه للتآكل بفعل التضخم، فتتراجع القيمة الشرائية للتعويض بمرور الوقت. مثال: تعويض بقيمة 1,000,000 ريال، إذا بقي مجمدًا لخمس سنوات بمعدل تضخم سنوي متوسط 3%، تنخفض قيمته الشرائية الفعلية بنحو ≈15%.
التكلفة البديلة
يمثل المال الوقفي المجمد خسارة مزدوجة: ضياع العائد الممكن من استثماره، وخسارة القيمة الزمنية للنقود. وبالتالي فإن التأخر في الاستبدال ليس مجرد إهمال إداري، بل إهدار اقتصادي وخلل كفاءة.
تحليل الحوكمة
معايير اختيار العقار البديل
الجدوى الاقتصادية للموقع واستقرار الملكية.
ريع منتظم ومستدام مع تكاليف صيانة منخفضة.
الخلو من النزاعات والقيود النظامية.
دور اللجان الاستشارية
يُقترح إنشاء لجان استشارية للوقف تضم مختصين شرعيين وماليين وقانونيين، لمراجعة قرارات الاستبدال قبل اعتمادها، بما يحد من مخاطر الانفراد وضعف الخبرة، ويعزز الشفافية والمساءلة.
المقارنة الدولية (موثقة بإيجاز)
الجزائر: المرسوم التنفيذي رقم 18-213 يشترط تحويل قيمة التعويض إلى حساب ديوان الأوقاف واستبداله خلال سنة واحدة.
المغرب: الظهير الشريف رقم 1.14.200 يُلزم باستبدال مماثل في المنفعة، ويقيد الاحتفاظ بالنقد إلا بإذن خاص من الوزير المكلف بالأوقاف.
مصر: اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الأوقاف الخيرية رقم 48 لسنة 1946 تعتبر التعويض مالًا وقفيًا وتُلزم بالاستبدال خلال مدة لا تتجاوز سنتين.
النتائج
الاستبدال الفوري يمثل ضمان الاستدامة بعد النزع وتحقيق مقاصد الوقف.
إهمال الناظر في إيجاد البديل إخلال جوهري بمقتضى الأمانة الشرعية والمسؤولية النظامية.
التجارب الدولية الناجحة تُقيّد التعويض النقدي وتُلزم بالاستبدال المماثل السريع.
التوصيات
إلزام زمني: تحديد سقف زمني لا يتجاوز 12 شهرًا من تاريخ صرف التعويض للبدء في تنفيذ خطة الاستبدال وإنجازها فعليًا، بما يضمن سرعة إعادة توظيف المال الوقفي.
مؤشرات أداء (KPIs): اعتماد مؤشرات كمية وزمنية لقياس كفاءة الناظر في إدارة عمليات الاستبدال والتعويض، وتضمينها ضمن أدوات المتابعة الدورية للحوكمة الوقفية.
لجنة استشارية وطنية: تشكيل لجنة دائمة تضم ممثلين من الجهات الشرعية والمالية والقانونية، تتولى مراجعة قرارات الاستبدال المعقدة والتحقق من الضوابط الشرعية والاقتصادية قبل تنفيذها.
ربط صرف التعويض بالموافقة المسبقة: يُشترط لصرف مبلغ التعويض من الجهة النازعة موافقة مسبقة من الهيئة العامة للأوقاف على خطة الاستبدال المقدمة من الناظر، مع إحاطة المحكمة المختصة بذلك لضمان التنسيق المؤسسي.
شرط استبدال مسبق في صك الوقف: إدراج بند استبدال صريح ضمن صك الوقف لتلافي الإشكالات المستقبلية في حالات النزع أو التعويض.
نظام تتبع رقمي لتعويضات الأوقاف: نظرًا لأن مبالغ التعويض تحفظ حاليًا في بيت المال لحين استكمال الإذن الشرعي، توصي الدراسة بإنشاء منصة رقمية موحدة تربط بين وزارة المالية، وزارة العدل، والهيئة العامة للأوقاف، لمتابعة حركة التعويضات الوقفية منذ لحظة الإيداع وحتى الاستبدال الفعلي، مع مؤشرات أداء زمنية وتنبيهات آلية عند تجاوز المدد النظامية.
الخاتمة
إن إهمال ناظر الوقف في إيجاد البديل بعد نزع العقار لصالح المنفعة العامة يشكل إخلالًا جسيمًا بضوابط الأمانة والمسؤولية الوقفية. فالوقف في جوهره نظام مستدام، يقوم على استمرار النفع لا على بقاء العين. إن تعزيز حوكمة الاستبدال وربط أداء النظار بمؤشرات الامتثال يحمي رأس المال الوقفي من التآكل، ويحقق التوازن بين حقوق المنفعة العامة ومقاصد الوقف الخاصة ضمن إطار العدالة والتنمية المستدامة.
قائمة المراجع
ابن تيمية، مجموع الفتاوى.
ابن قدامة، المغني.
الهيئة العامة للأوقاف. (2017). اللائحة التنفيذية لنظام الأوقاف. الرياض.
المملكة العربية السعودية. (1437هـ). نظام نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة.
المرسوم التنفيذي الجزائري رقم 18-213 بشأن نزع الملكية للأوقاف.
الظهير الشريف رقم 1.14.200 بشأن الأوقاف العامة، المملكة المغربية.
اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الأوقاف الخيرية رقم 48 لسنة 1946، جمهورية مصر العربية.
يُسمح بالاقتباس لأغراض علمية غير ربحية مع الإشارة إلى المصدر
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
تعليقات
المشاركات الشائعة من هذه المدونة
فعالية نماذج الحوكمة المؤسسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص فعالية نماذج الحوكمة المؤسسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد ↑ فعالية نماذج الحوكمة المؤسسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد دراسة مقارنة بين القطاعين العام والخاص اسم الباحث د. محمد عيدروس باروم تاريخ الإعداد ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ التصنيف ورقة علمية محكمة ١ الملخص التنفيذي تهدف هذه الدراسة إلى تحليل فعالية نماذج الحوكمة المؤسسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد من خلال منهجية مقارنة بين القطاعين العام والخاص. اعتمدت الدراسة على تحليل نوعي شامل للأدبيات الأكاديم...
الترابط بين الإدارة الاستراتيجية، الخطة الاستراتيجية، الاستراتيجية، القيادة وأدوارها: تحليل نظري وتطبيقي مع رؤية السعودية 2030 الترابط بين الإدارة الاستراتيجية، الخطة الاستراتيجية، الاستراتيجية، القيادة وأدوارها: تحليل نظري وتطبيقي مع رؤية السعودية 2030 إعداد: د. محمد عيدروس باروم مقدمة في عالم الأعمال المعقد والمتسارع، تبرز الحاجة إلى فهم متكامل للعناصر التي تشكل نجاح المنظمات والدول. الإدارة الاستراتيجية، الخطة الاستراتيجية، الاستراتيجية، والقيادة تشكل نظامًا متكاملاً يُحرك التوجه المستقبلي ويحقق الأهداف الطموحة. هذا المقال يستكشف هذه المفاهيم، الفروق بينها، النظريات المرتبطة بها، وأدوار القيادة، مع الربط بتطبيق عملي من خلال رؤية السعودية 2030 كدراسة حالة. المفاهيم الأساسية والتفريق بينها الاستراتيجية (Strategy) التعريف: خطة شاملة طويلة ال...
الفجوة بين الحوكمة النظرية والتطبيق العملي في بيئة العمل المؤسسي | د. محمد عيدروس باروم الفجوة بين الحوكمة النظرية والتطبيق العملي في بيئة العمل المؤسسي إعداد: د. محمد عيدروس باروم الملخص التنفيذي تواجه المؤسسات اليوم فجوة تطبيقية واسعة بين تبني أطر الحوكمة النظرية وتنفيذها الفعلي على أرض الواقع. تشير المقارنات الدولية إلى وجود فجوة واضحة في معدلات الامتثال الكامل لمعايير الحوكمة بين الاقتصادات المتقدمة والنامية، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من صناع القرار[citation:6]. تنجم هذه الفجوة عن عوامل ثقافية وسلوكية كـ مقاومة التغيير وتضارب المصالح، وعوامل هيكلية وتقنية تتمثل في ضعف البنية الرقمية وارتفاع تكاليف التحول، بالإضافة إلى غموض وتعارض التشريعات التنظيمية. ولتجاوز هذه التحديات، نقترح إطاراً متكاملاً يرتك...
تعليقات
إرسال تعليق