الرشد في الإدارة الوقفية يتجاوز المهارات الإدارية التقليدية ليشكّل منظومة قيمية متكاملة تجمع بين:
الرشد يبدأ من الباطن قبل أن يتجلّى في الظاهر. الناظر الراشد يرى وظيفته تكليفًا تعبديًا لخدمة المقاصد الشرعية للوقف.
العقل حين يخدم النفس الأمّارة يبرّر، وحين يخدم النفس اللوّامة يراجع، وحين يخدم النفس المطمئنة يُبصّر ويهدي. القرار الرشيد يستند إلى مقاصد الواقف والنظام والعدل.
السلطة وسيلة ضبط لا سيطرة، والمسؤولية تقتضي المساءلة قبل الامتياز. يتحقق الرشد العملي بالتأهيل والمحاسبة والسلوك المهني.
تأتي التطبيقات التالية كحلقة وصل بين الفكرة النظرية والممارسة الميدانية، لتجعل الرشد الوقفي سلوكًا قابلًا للقياس والتنفيذ:
1) إقرار الأمانة الوقفية السنوي: توقيع سنوي مصحوب بجلسة تذكيرية لتعزيز نية الخدمة والإخلاص.
2) مؤشرات الكفاءة الأخلاقية: قياس الجانب القيمي عبر استبيانات مهنية ومؤشرات رقمية موضوعية.
3) مدونة القرارات الوقفية: قاعدة بيانات إلكترونية لتوثيق السوابق وتوحيد المرجعية المؤسسية.
4) ميثاق السلوك المهني للنظار: وثيقة ملزمة تنظم آداب الممارسة وتحدد الجزاءات التأديبية.
5) مؤشر الرشد الوقفي: درجة مركبة من عدة مؤشرات فرعية تقيس النزاهة والالتزام ورشد القرارات.
لا يقتصر هذا النموذج على مؤسسات الأوقاف، بل يصلح كإطار مرجعي لأي مؤسسة خيرية أو خدمية تسعى للجمع بين الكفاءة الإدارية والنزاهة الأخلاقية.
تعليقات
إرسال تعليق